السبت، 26 يناير 2013

كلمة رئيس الوزراء البريطاني في الثالث عشر من يناير 2013: الجزء الثاني


ويرى البعض أن الحل لذلك هو طرح استفتاء على البقاء او المغادرة الآن.
أفهم نفاد الصبر و الرغبة في جعل هذا الخيار على الفور.
لكنني لا أعتقد أن اتخاذ قرار في هذه اللحظة هو الطريق الصحيح إلى الأمام، سواء لبريطانيا أو لأوروبا ككل.
ومن شأن التصويت اليوم فى هذا الوضع الراهن ان يكون الخروج خيار زائف تماما.
الآنالاتحاد الأوروبي في حالة تغير مستمر و نحن لا نعرف ما يخبئه المستقبل وأي نوع من الاتحاد الأوروبي سيخرج من هذه الأزمة- أنه ليس الوقت المناسب لاتخاذ مثل هذا القرار بالغ الأهمية حول مستقبل بلدنا.
فمن الخطأ أن نطلب من الناس اما البقاء أو الذهاب قبل ان يكون لدينا فرصة لوضع العلاقة الصحيحة.
كيف يمكننا الإجابة على السؤال بشكل معقول “داخل أو خارج” دون أن نتمكن من الإجابة على السؤال الأكثر أساسية: ” ما هو الشىء الذى نختار أن نكون بداخله أو بخارجه؟
أن الاتحاد الأوروبي الذى سيخرج من أزمة منطقة اليورو سيكون هيئة مختلفة جدا و ربما سيتم تغيره إلى ما هو أكثر من الاعتراف به بعد التدابير اللازمة لإنقاذ منطقة اليورو.
نحن بحاجة إلى بعض الوقت للسماح بحدوث ذلك – ومساعدتهم في تشكيل مستقبل الاتحاد الأوروبي، بحيث عندما يأتي الاختيار تكون حقيقية واحدة.
وهناك خيار حقيقي اما الخروج أو أن نكون جزءا من أتفاقية جديدة تشكل فيها بريطانيا وتحترم قواعد السوق الموحد والمحمى بالضمانات العادلة و الخالية من التنظيمات الزائفة التى تسيء الى قدرة أوروبا على المنافسة.

انه الاختيار بين الخروج أو أن نكون جزءا من أتفاقية تكون بريطانيا فيها في طليعة العمل الجماعي حول قضايا مثل السياسة الخارجية والتجارة و حيث يترك الباب مفتوحا على مصرعيه لأعضاء جدد.
أتفاقية جديدة خاضعة للشرعية الديمقراطية والمساءلة في البرلمانات الوطنية للدول الأعضاء ، أتفاقية تجمع بين مرونة التعاون واحترام الاختلافات الوطنية وعدم السعى دائما للقضاء عليها ، أتفاقية جديدة يمكننا فيها فعلا أثبتت أن بعض السلطة عادت إلى الدول الأعضاء.
وبعبارة أخرى أتفاقية تكون متماشية تماما مع مهمة تحديث الاتحاد لأوروبي الذى وصفته اليوم ، ليكون أكثر مرونة وأكثر قدرة على التكيف وأكثر انفتاحا صالح لمواجهة تحديات العصر الحديث.
وعلى من يقول أنه لا يمكن التفاوض على أتفاقية جديدة ،أود أن أقول لهم استمعوا إلى وجهات نظر الأطراف الأخرى في البلدان الأوروبية الأخرى التى تجادل من اجل أن تتدفق اسلطة من جديد إلى الدول الأوروبية.
و لننظر أيضا الى ما حققناه بالفعل من إنهاء التزام بريطانيا في إنقاذ أعضاء منطقة اليورو و عدم انضمام بريطانيا الى الميثاق المالي. ان إطلاق عملية إعادة بعض العدالة القائمة و سلطة الشؤون الداخلية و تأمين الحماية على الاتحاد المصرفي وإصلاح سياسات مصايد الأسماك.
لذلك بدأنا في تشكيل الإصلاحات التى نحتاجها الآن – البعض لن يطلب تغيير المعاهدة.

ولكن أنا أتفق جدا مع ما قاله الرئيس باروسو و آخرون أنه في مرحلة ما في السنوات القليلة المقبلة سوف يحتاج الاتحاد الأوروبي ان تتفق على تغيير المعاهدة لإجراء التغييرات اللازمة لمستقبل اليورو على المدى الطويل وترسيخ أوروبا التنافسية و المتنوعة و المساءلة الديمقراطية التى نسعى إليها جميعآ.
أعتقد أن أفضل طريقة للقيام بذلك سوف تكون في وضع معاهدة جديدة لذلك أنا أضم صوتي لأولئك الذين يدعون لذلك بالفعل.
أننى أفضل بشدة سن هذه التغييرات بالنسبة للاتحاد الأوروبي بأكمله، وليس فقط لبريطانيا.
ولكن ينبغي إذا لم يكن هناك شهية لمعاهدة جديدة بالنسبة لنا ، فكل ما على بريطانيا بعد ذلك هو بالطبع أن تكون مستعدة لمواجهة التغيرات التي نحتاجها في مفاوضات مع شركائنا الاوروبيين.
والبيان التالي للمحافظين في عام 2015 سيطلب تفويض من الشعب البريطاني لحكومة المحافظين للتفاوض على تسوية جديدة مع شركائنا الأوروبيين في البرلمان المقبل.
وستكون علاقتنا بالسوق الموحدة في قلبها هذه التسوية.
وعندما يتم التفاوض علي تسوية جديدة سنقدم للشعب البريطاني استفتاء بسيط جدا لاختيار البقاء أو الخروج ، البقاء في الاتحاد الأوروبي طبقآ لهذه الشروط الجديدة أو الخروج تماما.
سوف يكون الاستفتاء على البقاء او الخروج.
كما سيتم إعداد التشريعات قبل الانتخابات المقبلة وإذا تم انتخاب حكومة المحافظين سوف نقدم على الفور التشريعات التمكينية و نمررها بحلول نهاية ذلك العام وسوف نكمل هذه المفاوضات وسوف نعقد هذا الاستفتاء خلال النصف الأول من البرلمان القادم.
حان الوقت للشعب البريطاني أن يكون له كلمتها و حان الوقت لتسوية هذه المسألة الأوروبية في السياسة البريطانية.
أقول للشعب البريطاني: هذا سيكون قراركم.

وعندما يأتي هذا الاختيار سوف يكون لديك خيار مهم لتحديد مصير بلدنا.
وأنا أفهم ان هذا نداء للذهاب وحدنا و لرسم مسارنا الخاصة ولكنه سيكون هناك قرار يتعين علينا اتخاذه بهدوء و سوف يتعين على أنصار جانبين الجدال ان يتجنبوا المبالغة فى مطالباتهم.
بالطبع يمكن لبريطانيا ان تشق طريقها الخاص في العالم خارج الاتحاد الأوروبي إذا اخترنا القيام بذلك كما يمكن ذلك لأي دولة عضو أخرى.
ولكن السؤال الذى علينا أن نسأل أنفسنا الآن هو: هل هذا هو أفضل مستقبل لبلادنا؟
سيتعين علينا أن نحدد بعناية أين تكمن مصلحتنا الوطنية الحقيقية.
وحد نا- سنكون أحرا ر في اتخاذ القرارات الخاصة بنا و كذلك سوف نتحرر تماما من واجبنا الرسمي للدفاع عن حلفائنا إذا تركنا حلف شمال الاطلسي ولكننا لن تترك الناتو لأن مصلحتنا الوطنية في البقاء والاستفادة من ضمان الدفاع الجماعي.

لدينا المزيد من السلطة والنفوذ – سواء لتنفيذ العقوبات ضد إيران أو سوريا، أو الترويج للديمقراطية في بورما – اذا تمكنا من العمل معا.
إذا غادرنا الاتحاد الأوروبي فلن يمكننا بطبيعة الحال ترك أوروبا لانها ستبقى لسنوات عديدة أكبر سوق لدينا و ستبقى إلى الأبد محيطنا الجغرافي ، اننا مرتبطون بشبكة معقدة من الالتزامات القانونية.
مئات الآلاف من الشعب البريطاني ينظرون الى حقهم في العمل والعيش و التقاعد في أي بلد أخرى من الاتحاد الأوروبي كشىء مفروغ منه .
حتى لو انسحبنا تماما فان القرارات التي تتخذ في الاتحاد الأوروبي سيكون لها تأثير عميق على بلدنا. ولكننا سنكون قد فقدنا حق التصو يت او التحدث في تلك القرارات.
ونحن بحاجة إلى ان نوازن بعناية فائقة عواقب عدم التواجد داخل الاتحاد الأوروبي وسوقها المواحد كعضو كامل العضوية.
استمرار الوصول إلى السوق الموحدة أمر حيوي بالنسبة للشركات البريطانية والوظائف البريطانية ،
فمنذ عام 2004 كانت بريطانيا هى مقصد خمس الاستثمارات القادمة إلى أوروبا.
وكونها جزءا من السوق الموحدة كان له دورا أساسيا في هذا النجاح.
سيكون هناك متسع من الوقت لاختبار كل الحجج تماما، لصالح وضد شروط التفاوض ولكن اسمحوا لي أن اتعامل مع نقطة واحدة فقط نسمع الكثير عنها.
هناك من يقترح أننا يمكن أن نحول أنفسنا كالنرويج أو كسويسرا بإمكانية الوصول إلى السوق الموحد ولكن خارج الاتحاد الأوروبي ، ولكن هل سيكون هذا حقا في مصلحتنا؟
أنا معجب بتلك البلدان وهم أصدقاء لنا – ولكنها مختلفة جدا عنا ، فالنرويج يجلس على أكبر احتياطي للطاقة في أوروبا ولها صندوق الثروة السيادية لأكثر من 500 مليار يورو ، وعلى الرغم من ان النرويج جزء من السوق الموحدة – و تدفع ثمن هذ ا المبدأ – فهى لا تملك على الإطلاق تحديد نظامه : انها عليها فقط تنفيذ توجيهاته.
و على السويسرين التفاوض على الوصول إلى السوق الموحدة قطاع قطاع و قبول قواعد الاتحاد الأوروبي – التى لا يستطيعون الاعتراض عليها – وإلا فلن تحصل على حق الوصول الكامل إلى السوق الموحدة، بما في ذلك القطاعات الرئيسية مثل الخدمات المالية.

والحقيقة هي أنه إذا كنت تريد الانضمام إلى منظمة مثل الاتحاد الأوروبي، فهناك قواعد.
سوف لا تحصل دائما على ما تريد. ولكن هذا لا يعني أننا يجب أن نرحل – اذا كانت فوائد البقاء والعمل معا أكبر.
وعلينا أن نفكر بعناية جدا حول تأثير ذلك على نفوذنا على قمة طاولة الشؤون الدولية. ليس هناك شك في أننا أكثر قوة في واشنطن، في بكين، في دلهي لأننا لاعبا قويا في الاتحاد الأوروبي.
هذا مهم لمهام بريطانيا ولأمن بريطانيا.
انه مهم لقدرتنا على انجاز الامور في العالم و يهم الولايات المتحدة وأصدقاءنا الآخرين في جميع أنحاء العالم و هذا هو السبب في ان الكثيرين يقولنا لنا بكل وضوح أنهم يريدون أن تبقى بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
يتعين علينا أن نفكر مليا قبل إ نهاء هذا الموقف.
إذا تركنا الاتحاد الأوروبي فإنها ستكون تذكرة في اتجاه واحد ذهاب بلا عودة.
لذلك سيكون لدينا الوقت لمناقشة عقلية سليمة.

في نهاية هذا النقاش .. أنتم .. أيها الشعب البريطاني.. سوف تقررون.
وأنا أقول لشركائنا الأوروبيين- والبعض منهم لا شك أصيب بالاحباط من موقف بريطانيا- اعملوا معنا في هذا الشأن.
فى النظر في الخطوات الاستثنائية التي يتخذها أعضاء منطقة اليورو معا للحفاظ على اليورو والخطوات التي كانت قبل عام ربما تبدو مستحيلة.
لا يبدو لي أن الخطوات التي من شأنها أن تجعل بريطانيا – وغيرها – أكثر راحة في العلاقة بينهما في الاتحاد الأوروبي هي بطبيعتها غريبة جدا أو غير معقول.
كما أعتقد تماما أنه اذا كانت بريطانيا يجب أن تظل ترغب في ذلك الاتحاد الأوروبي ، فعلى الاتحاد الأوروبي أن يريد منا البقاء.
لان الاتحاد الأوروبي بدون بريطانيا، بدون واحدة من القوى الأ كبر في أوروبا، البلد الذي اسس السوق الموحدة بطرق عديدة ، والتي تعطى ثقل حقيقي لنفوذ أوروبا على الساحة العالمية وتلعب وفقا للقواعد والتي هي قوة للإصلاح الاقتصادي الليبرالي ، سيكون اتحاد أوروبي مختلف جدا .
ومن الصعب القول بأن الاتحاد الأوروبي لن يكون تقلص إلى حد كبير بعد مغادرة بريطانيا.
اسمحوا لي أن أختم اليوم بهذا القول.
ليس لدي أوهام حول حجم المهمة التي تنتظرنا.

وأنا أعلم أنه سيكون هناك أولئك الذين يقولون ان الرؤية التي أشرت إليها سيكون من المستحيل تحقيقها. وأنه لا توجد وسيلة تجعل شركائنا يتعاونون و ان الشعب البريطاني وضع نفسه على طريق خروج لا مفر منه وأننا إذا لم نكن مرتاحين الان بعد 40 عام في الاتحاد الأوروبي فلن نكون أبدآ.
ولكنى أرفض أن اتخاذ مثل هذا الموقف الانهزامي لا لبريطانيا و لا لأوروبا.
لأنه مع الشجاعة والقناعة أعتقد أننا يمكن أن نجعل الاتحاد أكثر مرونة وقدرة على التكيف و الا نفتاح للوحدة الأوروبية التي يمكن أن تحقق مصالح وطموحات جميع أعضائها.
مع الشجاعة والقناعة أعتقد أننا يمكن أن نحقق تسوية جديدة في بريطانيا و التي يمكن أن تكون مريحة وجميع بلداننا يمكن ان تزدهر.
وعندما يأتي الاستفتاء اسمحوا لي أن أقول الآن انه اذا تمكنا من التفاوض على مثل هذه الشروط فأنا سوف أدعم هذه الحملة من كل قلبي وروحى.
لأنني أعتقد بشدة جدا أن مصلحة بريطانيا الوطنية ستكون أ فضل في اتحاد أوروبي مرن و قابل للتكيف و منفتح وبأن مثل هذا الاتحاد الأوروبي سيكون أفضل مع بريطانيا في داخله.
أنا لن يهدأ بالى خلال الأشهر والأسابيع والسنوات المقبلة حتى يتم الفوز فى هذه المناقشة و ذلك بالنسبة لمستقبل بلدي و لنجاح الاتحاد الأوروبي و لازدهار شعوبنا لاجل الأجيال القادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق