الخميس، 28 فبراير 2013

لقاء الأميرة بسمة على تلفزيون/NDTV/


نيويورك: عندما يتعلق الأمر بالعائلة المالكة ، فنحن لدينا جميع أفكارنا. وعندما يتعلق الأمر بالعائلة المالكة السعودية، فالأمر ليس بسيط حيث يرتبط النفط بالمال و بالعبأة الواسعة والنقاب ، ولكن بالنسبة للأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز فالكلمات هي المال ، ان الأميرة بسمة واضحة وصريحة وعاطفية ولديها جدول أعمال بسيط و هو الكفاح من أجل الإصلاح. ان معركتها نادرة بالنسبة لبلد تعتبر المرأة قاصرة قانونيآ طوال حياتها، فهى في حالة الطلاق لا يمكنها الاحتفاظ بحضانة الطفل اذا تخطى الست سنوات و هى البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارات. ان سموالأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز هى رقم 115 من أبناء الملك السابق سعود، أنها نغمة نادرة عالية من عائلة تفضل الصمت في اغلب الاحيان .
لقد التقيت بالأميرة بسمة في مدينة نيويورك بعد ظهر يوما ممطر و وجدها رشيقة وأنيقة وكانت ترتدي بذلة رسمية سوداء و حذاء احمر مريحا ، وقد كانت ودودة بشكل مدهش وأعتذرت عن التاخير بسبب ازدحام حركة المرور، ثم اسرعت معي الى الاستوديو للتسجيل و قامت بضبط وشاح رأسها و أستهلت قائلة ” يجب علينا أن نمشي قبل أن نجري ، فان وجود المرأة في مجلس الشورى أو السماح لها بقيادة السيارات هى أمورلا طائل منها إذا لم نقم اولا باصلاح القوانين الأساسية. فما هو الهدف من قيادة السيارات إذا كانت المرأة سوف تتعرض للضرب والتحرش أو حتى أسوأ من ذلك. هل تعرف ان سبب حدوث الاغتصاب الجماعى في دلهي بالهند هو غياب العدالة رغم وجود القوانين.”
اذا تحدثنا عن الاصوليين الذين نشروا فكرة تفوق الرجل فاننى اؤكد ان هذا ليس من الدين فى شىء . و كانت الأم المطلقة ذات الخمسة أبناء راغبة في معالجة مثل هذا الموضوع الحساس حيث قالت : ” أننى أتحدى أي شخص أن يقوم بمناظرة صريحة معي فى وسائل الإعلام. قل لي أين يُحظر في القرآن الكريم الاختلاط بين الجنسين أو يتم تصوير النساء على أنهن أقل شأنآ.”
و قد كانت الأميرة – وهى أيضا صحفية – صريحة جدا عندما بدأت الحديث عن الربيع العربي والذى تحول الى شتاء اسلامي قارس البرودة : ” ان الولايات المتحدة ليس لها الحق في التدخل و لا المملكة العربية السعودية أيضا . انني لازلت أدعو تدخل السعودية في البحرين ‘زلة’. فلا يمكننا أنكار رغبة الشعب.”
وتأمل سمو الاميرة في زيارة الهند قريبا و قد أوضحت ان عدة محاولات سابقة لزيارة الهند قد فشلت في اللحظات الآخيرة لكنها تأمل في القيام بهذه الزيارة هذا العام. واضافت : “اعتقد ان الهند ستكون القوة العظمى القادمة في العالم وليس الصين، لأن الصين نفسها انتشرت بشكل ضعيف جدا والهند لديها قدرة عقلية أفضل”.
واضافت ان “السعوديين حريصون على الاستفادة من إمكانات الهند ، فنحن لدينا الكثير من العوامل المشتركة مثل مظهرنا وأصناف طعامنا وثقافتنا، وأنه من الأسهل بكثير ان نستثمر في شيء نفهمه ، فان السعوديين يحبون أن يستثمروا أكثر من ذلك بكثير في الهند إذا ما كان ذلك يفتح الحوار “.
وعندما سُئلت عن أمكانية انتقاد الشريعة والكلام في هذا البلد الذي يعامل المرأة ” كالعبيد”، على حد تعبيرها، و عن الابتعاد عن البلد ، قالت انها تعترف بأن الرقابة أمر لا مفر منها ، لكنها توازن ما بين النقد و الثناء الحقيقي لعمها الملك عبد الله ، انها تمشى على حبل مشدود و لكنها تفعل ذلك باتزان و كياسة. هكذا اختارت الأميرة أن تكون.
التحدث، التحدث، التحدث ….. يجب علينا التحدث عن النساء اللواتى لا صوت لهن” تلك هي كلماتها الأخيرة لي قبل ان ترحل في هذا الجو الممطر الغائم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق