الأربعاء، 10 فبراير 2016

تـكريم مـــــن أرض " ماوراء المحيط "

الإربعاء/١/ جُمَادَى الأُولَ ١٤٣٧ الـموافــق /١٠ /فبراير/ شباط ٢٠١٦
نسمح بإعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية
من كتاب أدب الـــــرحـلات
رحلة سمو الأميرة بسمة إلى أمريكا من١٨يناير/ كانون الثاني ٢٠١٦الـموافــق /٨/ ربيع الآخر١٤٣٧الى٢٥
يناير/ كانون الثاني ٢٠١٦ الـموافــق /١٥/ ربيع الآخر١٤٣٧
تـكريم مـــــن أرض
 " ماوراء المحيط "
بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
تبدأ الكرة الإرضية  من منظور الشعب الإميريكي, من القارة الأمريكية وخاصة أمريكا الشمالية .
عالم آخر هو كوكب العم سام والعمة كلينتون,بحيث أعلن مع اشتداد الإنتخابات الإمريكية ووصولها للخط الأحمر صراع على السلطة بين أربعة مرشحين بيرني ساندرز, هيلاري كلينتون , لينكولن دافنبورت شافي تيد كروز.
وكل له قصته مثل أفلام هوليود, بحيث أن الشعب الأمريكي لا يعرف تماماً بوجود عالم ماوراء المحيط.
وصولي الى نيويورك كان مذهلاً ,حيث حلقت الطائرة فوق مدينة الأعمال و المسارح , هنا يجتمع العالم على طاولة المؤسسات العالمية, مثل الأمم المتحدة , وصناعة السياسين ,فهي تتم بنيويورك ,ثم تصدر الى واشنطن.
وول ستريت بحد ذاتها قصة روائية سياسية, اقتصادية, تكتب فيها أرزاق العالم لسنوات, وتحدد فيها آجال ومستقبل شركات عالمية بواسطة بورصة أصبحت منذ ولادتها المتحكم في أقتصاد العالم بأجمله .
فعند رنين الساعة الشهيرة بهذه المؤسسة يصبح  البعض في العالم خلال دقيقة و عشرها إما فقيراً وإما غنيا ،  وتحدد فيها مصير عوالم لم تفقه بعد لعبة الشطرنج , ولا زالت تلعب لعبة الطاولة والنرد .
أقمت فيها اربعة أيام تحضيراً لرحلة العمر وتتويج سنين من العمل الدؤوب الى كلمة وحرف وموقع عالمي عملت له لسنين طويلة ,من دون أن أعي أنني سأكون مرشحة يوماً من الأيام لموقع أستراتيجي عالمي في مجال الإنسان و الحقوق والمناضلة لرفاهية الشعوب , و اعطاء الحقوق ورسم الحدود بين الإنسان و أخوه الأنسان .
كانت مفاجأة لي عندما دعيت الى حضور حفل "ترامبت"السنوي الموازي للأوسكار العالمي لحقوق الإنسان في عدة مجالات حقوقية تكملة لرسالة مارتن لوثر كينغ"جونيور", الذي قتل من أجل رسالة الدفاع عن حقوق الأفارقة الأمريكان المتواجدين بأمريكا, وكانت رسالته مثلا غاندي محتواها: ( فعلاً بالسلام تؤخذ الحقوق وليس بالعنف و الدمار )
" مسار القانون الرابع "  هو البحث الذي كتبته من أجل السلام والحقوق الإنسانية في كل مكان , أهلني للحصول على هذه الجائزة التي بالفعل كانت مفاجأة أن تأتي من مؤسسة من أرض ما وراء المحيط.
كان تكريما لم أفكر في تفاصيلة الا عند وصولي الى أتلانتا بولاية جورجيا,مدينة التحرير, مثل ميدان التحرير, وميدان تقسيم , مثل كثير من الأماكن التي لها مكان أزلي تاريخي لن تنساه الأجيال فقد كتبت بالتاريخ بواسطة مناضلين ,دافعوا عن نضالهم السلمي بأرواحهم.
فأصبحوا رسالة بحد ذاتها  يحتفل بهم سنوياً وستبقى مثالاً حياً لنضالهم السلمي عن حقوق الإنسان والذي كان الرئيس أوباما نتيجته,بأن أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية بعد نضال الأمريكين من أصل افريقي طيلة عقود للحصول على حقوق بسيطة ,وهي تمكينهم من أن يكونوا مواطنين في قارةٍ فتحت أبواب الرق منذ مئات السنين.
فهذه القارة تحوي أكبر وأكثر تنوع عرقي على الأرض ,ومنها صدرت الديموقراطية الى العالم في ذات الوقت التي لا زالت المادة الخامسة عشر من الدستور الأمريكي يصوت له سنوياً:  "مادة تحرير الرق"
تناقض حاد ما بين الواقع و الرسالة,والمؤشرات الجيوسياسية,والإقتصادية,فقد خسرت أمريكا موقعها بعد أن باعت الكثير من أسهم الشركات الأمريكية الى جمهورية الصين الشعبية ,الى أن أصبح الإنتاج والتصنيع الأمريكي من صناعة الصين,والتقنية رحلت الى ما وراء المحيط للقارة الصينية من أجل تخفيض تكلفة البضائع مع تزايد عدد اللجوء والولادة و الهجرة غير الشرعية.
هذه هي حال بلاد الكاوبوي,والحلم,والذهب,والحرية,في خلطة سحرية و توابل عالمية ، بلاد اكتشفت من قبل كريستوف كولومبس منذ ما يقارب خمسمائة سنة ، هذا الرحال البرتغالي الذي كان يبحث عن التوابل فأكتشف قارةً سكانها الأصليين الهنود الحمر والنسر العملاق,ومنها بدأت هذه القارة الجديدة بأخذ موقعها العالمي بين أخوتها القارات الأربع التي أنتجت تاريخ الأنسانية عبر العصور الجليدية ,وماقبل تاريخ الأنسانية.
جائزة الحلم واللحن الانسانية  من أرض ما وراء المحيط  ، استثنائية بكل المعايير والمقاييس, جاءت تتويجا لأعمالي وكتاباتي الصالحة  ، استلمتها كما قد قدرتها بقلبي قبل عقلي ,فقد تبوأت هذه الجائزة التقديرية  لدي موقعاً وموضعاً لن أنساه أبداً.
تكريم من وراء المحيط , وضع ورسم خطوطاً الماسيه فيما تبقى لي من حياتي ,مثل النحت في الصخر سيبقى صداه في سيرتي التي بدأتها من غير هدف محدد, فقد كان التوازن الأنساني هدف بحد ذاته في حياتي العملية والصحفية .
من لا يشكر  المخلوق لن يشكر الخالق, من آخر هذه السطور طويت صفحة من حياتي المهنيه لأبدأ صفحة أخرى في خط العودة لمابعد رحلة أرض "  ما وراء المحيط "  .
كلمة شكر لعائلتي الكبيرة وهي الوطن, والصغيرة أولادي الذين تحملوا بعدي وعملي, وقادتنا الذين صبروا على إجتهادي, وجهادي ,وآزروني في الشدة بتخطي الصعاب في رحلتي الإنسانية.
وهمسة لكل قرائي,ومتابعيني,وفريق العمل لدي  الذين شجعوني لإكمال الطريق,و كل قلب وعقل كان نوراً وبرقاً وسط الظلام من بعد الله, أضاء لي الطريق للوصول الى بر الأمان .
*كاتبة سعودية
PrincessBasmah @
خاص بموقع سمو الأميرة بسمة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق